يعتبر الاتصال بالعين ذا حساسية بالغة، فيدل علي الإصغاء الجيد من المستمع، وفي الوقت نفسه إلي قدرة المتحدث علي جذب الإنتباة والتأثير.
والكثيرون يجدون صعوبة في النظر وجهاً لوجة أثناء مقابلة أو حديث، أو حتى في مجرد المصافحة، مما يتولد عنه احساس غير طيب وانطباع خاطئ في المعاملة.
وقد تكون طريقة التنشئة والبيئة التى نعيش فيها، دفعتنا إلي أن نتعود علي النظرلأسفل، وألا نواجه الآخرين بإيجابية أو حتى ننظر في وجوههم، اعتقاداً منا أن هذا السلوك دليلاً علي المزيد من الاحترام. وقد يعتبر البعض الإتصال بالعين مظهر من مظاهر" قلة الادب" أو "نقص التربية" وبالتالي فهو من قبيل "العيب"، فنسمع عبارات مثل:"بص في الأرض"و"ماتبجحش بعنيك". غير أنه حالياً تغير الوضع كثيراً وأصبح من الضروري أن يتربي الأولاد علي تنمية الاتصال بالعين كجزء مهم من التعبير المرئى مما يؤكد الثقة بالنفس ويوطد الأمان بين أطراف الاتصال الإنسانى.
و يعكس فن الاتصال بالعين معانى الاستقامة والثقة بالنفس وكذلك الاحترام والاهتمام الحقيقي غير الزائف تجاه الآخرين.. فالعيون تُظهر بدقة متناهية جميع الإشارات والإيماءات التعبيرية الممكنة التى يصدرها الفرد، ذلك لأن العيون تركز علي الأفراد والمشاهد أمامها بطريقة مستقلة تماماً عن بقية أعضاء الجسم.
و النصيحة الذهبية هي أنه حينما نوجد في وضع الاستماع يجب المحافظة علي الاتصال بالعين مع المتحدث بنسبة لا تقل عن 95% من الوقت، وتميل هذه النسبة إلي الانخفاض قليلاً إذا صرنا في وضع المتحدث.
من اكثر الأمور التى تسبب الإزعاج في لقاء ما أن يتم التحدت لشخص لا ينظر لعينينا وكأنه يهرب من المواجهة فينظر لأي شيء غير عين محدثه وكأنه مهتم بشئ آخر خلاف شخوصنا أو مضمون حديثنا.
وكما أن البعض يشعروننا بارتياح حينما تكون نظراتهم مواجهه لعيوننا. فإنه يوجد آخرون يسببون لنا الضيق والانزعاج.. مثال الشخص غير الأمين أو الكاذب أو المضلل الذي يريد أن يحجب المعلومات والحقائق، فهذا لا يوجه نظرة في عيوننا خلال القاء معظم الوقت، وبالتالي يشعرنا بالروغان والهروب وعدم الأمان.
في اللقاءات يجب ألا ترتدى نظارة سوداء أبداً، فهي تولد لدى الآخرين الإحساس بأن الفرد يختفي وراءها وينظر إلي الحاضرين بسرية.
كذلك مدة تركيز النظرة لها دلالتها، وكذلك منطقة الوجه أو الجسد التى تقع عليها النظرة، إذ يترك هذا التركيز للنظر تأثيرة الأكيد علي مجريات الحديث والمناقشة.
و توجد طريقة مبسطة في التمرس بتلقائية مع عملية الاتصال المرئي عن طريق أن يتخيل المتحدث وجود مثلث يغطي الجزء العلوي من وجه المستمع، ويستطيع خلال الحديث المتواصل معه أن يركز النظر داخل هذا المثلث أو حوله، ببساطة وتلقائية وثبات وثقة بالنفس دون توتر أو خجل.
ولعل من المفيد هنا أن أعطي نبذة مختصرة عن ثلاثة انواع رئيسية من النظرة الفردية:
النظرة في اللقاءات الرسمية:
تتسم لقاءات العمل وما شابه بالجدية، ولذا ننصح دائماً بأن نتخيل وجود مثلث علي جبين المخاطب أمامنا فنركز نظرنا علي منطقة هذا المثلث التخيلي طوال الحديث، وننصح أيضاً بألا يهبط النظر تحت مستوى عيني الشخص المُخاطب فالمثلث الواجب تخيله تكون زاويتا قاعدتة في كل عين وزاوية القمة في منتتصف أعلي الجبين.
النظرة الاجتماعية:
حينما يهبط توجيه النظر إلي اسفل مستوي العينين يكون ذلك إيذاناً بشيوع جو اجتماعي أكثر ارتياحاً واسترخاء.
نظرة الالفة :
وفيها يكتسب النظر حرية أكبر ومرونة أوفر للوقوع أسفل الوجه أو تحت الذقن أوعلي الأيدي أو الشكل العام، مما يولد جواً من الألفة ويسمح بالتخفف من الرسميات وهذا هو ما يسري عادة بين الأصدقاء، الأقارب، الأهل، الأبناء، والأحباء.
هل اعجبك الموضوع ؟

No comments :
Post a Comment