حوار الرائى مع المعلم عادل (معلم كنيسة السيدة العذراء والقديس يوحنا الحبيب بجناكليس)

تعتبر الرائي حوارها مع المعلم عادل توثيقاً هاماً وتاريخياً لكثير من الفترات والأحداث التاريخية التي حدثت بكنيسة السيدة العذراء بجانكليس، خاصة أن الحوار تطرق إلى العديد من الشخصيات التي نذكرها بكل الحب فمنهم من هاجر للخارج ومنهم من يزال بيننا



فى هذا العالم الكبير نواجه الكثير من المشاكل التي تجعلنا نقف، لنُفكر ونصل إلى حل نرتاح إليه، مشاكل تجعلنا نشعر بالإحباط واليأس وصغر النفس الشديد بل ونقف أمام الله لنُعاتبه بشده وقسوة وتذمر، نُعاتبه وكأن الله لم يفعل معنا شيء قط.
فماذا عن شخص يعيش بيننا برضى وسعادة وشكر دائم لربنا، شخص لم يمر فقط بمشكلة واحدة أو اختبار واحد، شخص عاش بيننا وبداخله كل هذه الذكريات الجميلة، شخص علمنا ومازال يُعلمنا الكثير ، شخص حقاً من المستحيل أن تنساه كنيستنا، ومن المستحيل أيضاً أن نكتب عنه كل ما يستحقه، بل ما سنقدمه الآن هو جزء من حياة هذا القلب الشاكر (مُعلمنا) ومُعلم آباءنا و قائد خورس كنيستنا لأعوام طويلة، يُعطيه الرب حياة ويُطيل لنا عمره. 
الاسم: عادل شفيق سليمان خليل 
محل الميلاد : غبريال شارع السعداء، وهو نفس مكان السكن الحالي.
تاريخ الميلاد : 27/7/1960. 
الأبناء والإخوة : مُتزوج ويعول إبنان هم فيليب ومارك، فيليب في المرحلة الثانوية ومارك في الصف الخامس الابتدائي، له ابنة وحيدة وهي الكبيرة وتدرس بمعهد للكمبيوتر، وعن أخوة المعلم عادل فكان له خمسة أخوة ثلاث أكبر منه واثنين أصغر.
كان للرائي هذا الحوار الشيق مع المعلم عادل:
نُريد أن نبدأ مع المعلم عادل من أيام الطفولة؟
في الطفولة كنت مُقيم مع والدى بمحرم بك بمنطقه تسمى غربال، وظلت إقامتي بها، وعندما أصبح عمري ستة أو سبع سنوات التحقت بالمدرسة، وكنت أُبصر في ذلك الوقت، واستمريت بها حتى الصف الثالث الابتدائي، كنت متفوق بالمدرسة حتى الصف الرابع حينما بدأ نظري يضعف، بدأ والدي يهتم بهذا الأمر  وذهب معي لمجموعه كبيرة من الأطباء ولكنهم جميعاً أجمعوا على ذلك «ابنك عنده انفصال شبكي ولازم عملية»، إلا أن الطب في ذلك الوقت لم يكن مُتقدماً، وبالفعل ذهبت للمستشفى الميري الجامعي في محطه الرمل في سبتمبر عام 1973،وأُجريت لي العملية إلا أن بعدها قامت الحرب - حرب أكتوبر – فجاء القرار من مُدير المستشفى حينئذ: «المستشفى لازم تفضى من أي مرضى عشان العساكر المُصابين» وكل المرضى خرجوا وبالتأكيد أنا من بينهم، وبالفعل خرجت من المستشفى ولكن العملية كانت في أولى أيامها ولم يكن هناك وقت لشفائي أو وقت لإتمام نجاح العملية، أخذني والدى إلى غربال، ولم أكن أدرك خطورة العملية لأنى كنت ما زلت طفل وقلت «العملية هتاخد وقتها وهخف» ومارست حياه الطفولة بصورة طبيعية جداً، وكنت ألعب مع أصدقائي بالشارع ومن هُنا كان فشل العملية وابتدأ نظري يضعف رويداً رويداً وكنت وقتها في الثالثة عشر من عمرى تحديداً في أكتوبر 1973.

وماذا عن ارتباط المعلم عادل بالكنيسة؟ 
لم أكن أعرف أي شيء عن الكنيسة إطلاقاً، حتى الوقت الذى كانت فيه العملية، وذلك لأن والدي و والدتي كانوا بعيدين كل البعد عن الكنيسة، وكانوا مثل الكثير من الناس يذهبون إلى الكنيسة في المناسبات.
ولكن الشماس ( فخرى شاكر ) وهو شقيق أمي من كنيسه غربال قال لها «أنا هاخد ابنك لمعهد قريب من الكنيسة اسمه مارمرقس»، وكان مدير المعهد (يوسف يانى) هو معلم في كنيسة الملاك ميخائيل في غبريال، فاتصل به خالي ووافق أن التحق بهذا المعهد وذلك عام 1975 وبالفعل ذهبت لهذا المعهد، ولكن لم أمكث فيه إلا ثلاثة أشهر فقط وذلك عندما تدخل البعض وقالوا أن هذا المعهد غير مفيد لي فهو يقدم شهادة الليسانس، ففي آخر المطاف مثله مثل السنوات الدراسية لأي مدرسة.
«فأنا أرجح أن يذهب إلى مكان يتعلم به الألحان الكنسية «قال هذا الكلام موظف بالبطرخانة من المرقسية وكان له صلة قرابة بنا، وبالفعل حدّْثَ أبي في هذا الموضوع وقال له على مدرسة بالقاهرة تُسمى (القديس ديدموس) وهى مدرسة تؤهل مُرتلين للكنائس، فسأل أبى على مكانها وعرف أنها بحي شبرا في شارع الوجوه مُتفرع من شارع الترعة البولاقية.
وحينها أسرع والدى إلى هناك وأخذ الأوراق المطلوبة وذهب للقاهرة وذلك في أكتوبر 1975، وأخذني إلى هُناك، وكان يوجد في أول هذا الشارع لهذه المدرسة كنيسة باسم السيدة العذراء والتي كان بها أبونا (القمص بولس باسيلى) - ربنا ينيح روحه –وكان مشهوراً جداً، وعندما دخلت إلى المدرسة كان المُشرف عليها حينئذ هو القمص (سيؤدوسيوس السرياني) وكان راهباً، ويُذكر أن نظام هذه المدرسة كان كالجيش، حقاً كان نظام شديد جداً جداً. 
وسأل أبى عن كل شيء بالتفصيل، عن هذه المدرسة، وماذا تُقدم من تعاليم، وماذا عن أيام الدراسة،  وماذا عن السكن ؟!! وقالوا أنها مدرسة داخلية وتعليمية، وأيام الدراسة كانت الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وباقي الأيام لم يكن بها دراسة!
وفرحت بهذا حتى أرجع في هذه الأيام لأزور أهلي، ولكن قالوا لنا أن الإجازة فقط تكون في شهر يناير، الدراسة الفعلية أربعة أيام، وباقي الأيام لغسيل الملابس أو زيارة أحد من أقاربك لك، وكل القرارات كانت بإذن كأننا في جيش، وكنت حينها في الخامسة عشر من عمرى، فلم أكن اتصور كل هذا العذاب وكان الضغط النفسي كبير حتى أني كنت أبكي في بعض الأوقات لبُعدي عن أهلي.
وماذا عن باقي الصعوبات التي واجهتها في المدرسة؟
كان نظام الدراسة بهذه المدرسة أربعة أيام دراسة وثلاثة أيام أجازه وتبدأ الدراسة تبدأ في شهر أكتوبر وأجازه عيد الميلاد تكون بعد رأس السنه الميلادية مباشراً ، وتنتهى بعد عيد الغطاس ، ولكن الكثير من زملائي تركوا المدرسة ولم يستمروا بها، ولكن نشكر ربنا أنى لم أترك الدراسة بها، وكما ذكرت من قبل أنني لم يكن لي أي علاقة بالكنيسة ولا أعرف أي شيء عن المزامير والألحان فكانت الصدمة لي عندما بدأت الدراسة، وكانوا المُعلمين هم : ( المعلم : فرج عبد المسيح ) وهو مُعلم ومُرتل كبير جداً بكنيسة العذراء بحي روض الفرج بالقاهرة، والمُعلم الثاني هو (المعلم : ناجى مكارى عطيه ) وهو كان معلم على طريقة برايل، والثالث على ما أتذكر هو (المعلم : صادق عطا الله ) وهو كان مُرتل بكنيسة العذراء والأنبا أثناسيوس، معظم مَن نتحدث عنهم قد توفوا وذلك لأننا نتحدث عن زمن مضى فكل هذا كان أيام السبعينات، وتنيح المُعلم فرج أيضاً عام 2000 وذهبت لأحضر تشيع جنازته مع مُرتل أخر زميل لي من هنا بالإسكندرية، هؤلاء هم المُعلمين، ولكن كانت المُعاناة لي في الحفظ وكانوا يستخدمون العصى والضرب حتى ضجروا منى وقالوا «لا أنت مش نافع هنا، أنت لازم تطلع، صوتك مش أوى، وبطيء في الحفظ» ولكن القمص ثيؤدوسيوس السرياني قال لهؤلاء المرتلين أن يعطوني فرصة أخيرة وذلك حتى اختبار العام الأول، وإذا نجحت استمر معهم في المدرسة – وصدقوني كنت لا أنام الليل – كنت أريد أن أصبح شيء، وأريد أن أنفذ كلام أبي لأنه كان قد نصحني كثيراً عندما ذهب معي إلى هناك. 
هل كان لدى المعلم عادل إصرار؟، وهل شعرت بالمسئولية؟ 
وهل كنت تريد أن تستمر بالمدرسة وتستكمل دراستك بها ؟! 
بالضبط، كنت أريد أن أثبت نفسى! و أصبح النصف الثاني من الدراسة في اختلاف تام، حتى النوم لم أكن أرتاح بالليل أو النهار !!!كنت دائماً أحفظ وأحفظ وأحفظ، حتى جاء موعد امتحاني في العام الأول ونشكر ربنا اجتزت هذا الاختبار، ووصلت للعام الثاني وبدأ المستوى يتقدم رويداً رويداً وأصبحت الألحان أكبر ، ولم تكن ألحان ومزامير وتسبحه فقط، بل أيضاً دراسة للإنجيل  بعهديه القديم والجديد، وكنت أدرس طقوس الكنيسة، وكنت أتعلم اللغة القبطية، اللغة القبطية هي الألحان والمردات والتسبحه،و في المدرسة كان مُعظم الطلبة مكفوفين، فمثلاً سنه أولى كانوا حوالى عشره أو اثنا عشر شخص من بينهم اثنين فقط يبصرون، والسنه الثانية كانوا سبعة أشخاص وكان منهم شخص واحد فقط يُبصر وهكذا حتى السنه السادسة. وبدأت اتقدم بنسه 20% واستمر بداخلي الإصرار على الحفظ، ونجحت أيضاً باختبار العام الثاني، وتقدمت للعام الثالث وتأقلمت على الوضع هُناك حتى أصبحت متفوقاً على أصدقائي نشكر ربنا ، فالشخص الذى يُريد الوصول لشيء يجب أن يكون لديه الإصرار على ذلك، «لازم لما يكون في حاجة قدامى استمر فيها واتجدعن وأذاكرها وأعمل اللي علىّ فيها قدام ربنا وهو ده الإيمان!»
كم سنه ظل المعلم عادل يدرس بهذه المدرسة ؟ 
الدراسة بالمدرسة حتى السنة السادسة، لكن حين وصولي للسنة الثالثة سلموني كنيسة وبدأت الخدمة بها.
هل حصلت على رتبة الشموسية في هذا الوقت ؟ 
حتى وصولي للسنة الثالثة عندما تسلمت خدمة الكنيسة لم أكن أحصل على أي رتبة شموسية، وذلك عام 1978 وكان المسئول عن هذا المعلم فرج عبد المسيح الذى كان له الفضل في أن تكون هناك خدمة للشماس على مستوى الجمهورية وللمعلم فرج أيضاً كتاب المدايح الموجود بالكنائس الآن.
وقال لي المُعلم فرج «يا بني أنا جبتلك كنيسة في الإسكندرية علشان تخدم فيها» فقلت له «أنا خدامك يا معلمي وتحت أمرك» وكانت الكنيسي هي كنيسة الشهيد العظيم مارمينا العجائبي بفلمنج، وكانت هذه أول خدمة لي عام 1978 بالتحديد في شهر فبراير وعلى ما أتذكر كان قبل صوم يونان، كنت أذهب للمدرسة الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، ويوم الخميس بعد الظهر أسافر إلى الإسكندرية وأخدم بالكنيسة الجمعة والسبت والأحد وأعود للقاهرة مرة أخرى للدراسة ظهر الأحد، وخدمت بها شهر وكان عمرى 17 أو 18 سنه وبالطبع كان سن جميع الشمامسة بالكنيسة هُناك كبير، وأنا بالنسبة لهم «عيل و ولا حاجه جمبهم» فعند بداية خدمتي معهم لم أكن ذو خبرة مثلهم، وبكل آسف تعثرت في بعض الألحان، وكان الآباء في ذلك الوقت بالكنيسة هم أبونا (مينا إسكندر) وأبونا (صربامون) وكان مرسوم بالكنيسة من عامين في وقتها وكان أبونا (يوحنا حنين) وقتها هو المسئول الأول في الكنيسة، فعندما وجدني أتعثر في المردات هكذا وخبرتي قليلة، قال لأبونا صربامون «لا لا ده بلاش وآخر الشهر ميستناش هنا»!!وبالطبع نفذ أبونا صربامون كلام أبونا يوحنا وقال لي «مفيش نصيب تعد معانا»! 
وقال لي أنه سوف يشرح الأمر للمُعلم فرج وقلت له «حاضر يا أبونا» ورجعت مرة أخرى إلى المدرسة وأعطيت فكرة للمُعلم فرج وقال لي «كفى ولا تذهب هُناك مره أخرى، هما الخسرانين، خليك معانا هنا لغاية ما نشوفلك حل تاني»! ولم أسافر إلى الإسكندرية بعدها لمدة شهر، وكنت بالمدرسة حتى شهر إبريل قبل الإجازة الثانية، وكان يوم الخميس السابق لجمعه ختام الصوم والتي كانت الإجازة بها تستمر حوالى عشر أو اثنى عشر يوماً تقريباً حتى العيد، ونستعد في هذا الوقت للامتحانات المحددة في شهر مايو، ثم بعد ذلك تكون اجازة الصيف وكل منا يُسافر إلى بلده، وكان هناك معنا أشخاص من الصعيد والإسكندرية، وعند اختلاطي بهم عرفت كم أنهم بسطاء، واكتسبت خبرة في التعامل والتميز بين الأخلاق الحسنة والسيئة، وكانت نتيجة الاختبار تظهر قبل نزولنا أجازه الصيف حتى يكون كل شخص منا يعرف نتيجته قبل ذهابه إلى بلده.
وقبل الإجازة بثلاث أو أربع أيام قال لي المُعلم فرج أنه سيُرسلني إلى كنيسة أخرى بالإسكندرية، وعندما سألته قال لي كنيسة السيدة العذراء بجناكليس.
هل كنت تشعر بالخوف من تكرار التجربة؟ وهل كنت تُريد ان تثبت نفسك مره أخرى؟
نعم بالطبع كنت أشعر بالخوف من تكرار التجربة مره أخرى، وأيضاً كنت أريد أن اثبت وجودي وقلت له حاضر ولكن قلت له أن خبرتي ليست كبيرة !فقال لي «يابني لازم الواحد يمر بالتجارب دي ، الواحد مش مولود من بطن أمه عارف كل حاجه» وقال لي أنه سوف يتحدث مع أبونا صرابامون وعندما سألته وما دخل أبونا، قال لي أن أبونا صرابامون هو الذى قال لي على كنيسة جناكليس وهى كنيسة بجانبهم وقال لي أننى لم أعرف الأب الكاهن الخادم بالكنيسة والذى يعرفه هو أبونا صرابامون .
(لم يكن المعلم فرج يعرف أبونا إيليا في ذلك الوقت، ولكن أبونا إيليا كان قد سبق وحفظ منه ألحانا في طفولته، وكان والد أبونا إيليا –ربنا ينيح روحه - يعرف المُعلم فرج جيداً وكان يرسل أبناءه ليحفظوا الألحان فكان أبونا إيليافي سن صغير حينئذ).
كما قال أبونا صرابامون للمعلم فرج أنه سوف يعطى فكرة لأبونا إيليا وبإذن ربنا سيكون مُوفق بالكنيسة هناك، وبالفعل أخذت الخطاب من المدرسة وختمه القمص ثيؤدوثيوس السريانى بختم المدرسة ومضى عليه وأعطوني إياه، ومن هُنا كان وجودي في كنيسة السيدة العذراء بجناكليس عام 1978 بالتحديد يوم 21 إبريل وكان يوم جمعه ختام الصوم، ذهبت أنا وأبى إلى كنيسه العذراء بجناكليس وأعطيت الخطاب لأبونا إيليا وقال لي «أهلاً وسهلاً بيك أتفضل صلى معانا» رحب بيّ وبكل محبه جعلني أصلى معهم جمعه ختام الصوم.
أول دخول للمعلم عادل لكنيسة جناكليس كان 1978 كيف أصبح هناك فرق أو اختلاف من هذا العام حتى 2014؟ 
الاختلاف كان عند مجيئي إلى الكنيسة، عندما وجدت أبونا إيليا وحده وكان هو أيضاً كاهن جديد من حوالى 5 سنوات فقط، لأنه رُشم سنه 1973 وبالتحديد يوم 14 أكتوبر «يعني كان في عز الحرب» وهذه كانت إجاباته لي عندما سألته متى تم سيامتك على الكنيسة كاهناً؟ وسألته أيضاً، هل تم رسم آباء أخرين معه، فقال لي أن أبونا بنيامين فكري كاهن كنيسة العذراء غيط العنب تم رسامته معه، وبالرغم من أن أبونا إيليا كان أب جديد للكنيسة ولكنه كان مُحب جداً، بأمانه وبدون مُجاملة من وقت ما عرفت أبونا وهو انسان روحاني بهذا الشكل. 
وماذا حدث بعد ذلك، هل ارتبطت بأبونا ؟
نعم ، عندما رأيت كل هذه الروحانية التي لأبونا، قلت «لا يمكن أسيب الكنيسة دي» وذلك بالرغم من قُرب كنيسة مارمينا من سكني وكانت كنيسة مشهورة، لكن أنا لم أشعر بالارتياح فيها فما الفائدة ؟! لكن كنيسه جناكليس كانت كنيسه صغيرة – على قدي – وبها كاهن محبوب جداً – وبيني وبينكوا أنا مسبتهوش  ! وقلت لأبونا إيليا أياً كان المرتب أنا موافق به لأنى أحببتك يا أبى! 
نُريد أن نتوقف هُنا، فلقد وصفت شمامسة مارمينا فليمنج بكبر السن، فماذا عن خورس الشمامسة بجناكليس حينها ؟! 
خورس الكنيسة كان به مجموعه كبيرة من الشمامسة، كان به الدكتور (جرجس شكري) ، والدكتور (نعيم نسيم)، والمهندس (رؤوف كمال) والمهندس (هاني فايز ) ، أخشى أن أنسى أحداً ولكن أيضاً كان معنا على ما أتذكر الدكتور ( ناجى نصر ) و ( جورج فكرى) وهم في أمريكا حالياً، و الدكتور (مكرم متى) وهو(أبونا أندراوس) الآن ، ومجموعة كبيرة جداً وجميلة جداً ، فأعذروني إن كنت نسيت أحد، ولكنهم كانوا حقاً مُحبين وروح أبونا إيليا موجود بداخلهم، هم أيضاً كنت أشعر بالارتياح معهم ولكن كان العيب الوحيد – سامحونى – هو أن هذا الخورس كان يحتاج لشخص يقودهم، يتميزون جميعاً بصوتهم الجميل ولكن يحتاجون شخص يقود ذلك، وأنا في ذلك الوقت لم أكن أعرف كيف أقود بشكل كبير وهذا الشيء كان يجعلني غير سعيد، ولكن هم تحملوني كثيراً وخدمت معهم حتى بدأت أن أتأقلم، وأنا في هذا الوقت كنت أُكثر في حفظ الألحان والدراسة حتى تخرجت من المدرسة في الثمانينات عام 1981، وهنا في الكنيسة قالوا لي نُريد أن تستقر معنا، فماذا تُريد؟ فقلت لهم «أريد أن أدخل التأمينات حتى يكون لي معاش وأمن لمستقبلي» . 
نُريد أن يصف لنا المعلم عادل الفترة من 1978 ل 1981 وكيف تغيرت الكنيسة في هذه الفترة؟ وماذا كنت تشعر في كل مرة تترك الكنيسة وتُسافر ثم تعود لها ثانيه ؟!
الأب الثاني لكنيسة جناكليس كان أبونا (سوريال يوسف) وهو حالياً في أستراليا ، تم رسامته عام 1979 وكنت موجود بهذه الرسامة بالإسكندرية، وتمت رسامته على يد مثلث الرحمات (البابا شنودة الثالث) - ربنا ينيح روحه - وتم رسامة أبونا سوريال وحده ليس معه أحد، لم يكن مثل أبونا إيليا تمت رسامته مع أبونا بنيامين، ولم يكن المعلم إبراهيم عياد موجود بهذا القداس، فصليت أنا والشمامسة مع سيدنا قداس الرسامة، وكنت بقودهم ونشكر ربنا اكتسبت خبره المعلمين، وانتهى اليوم بسلام وتم رسامة أبونا سوريال على كنيسة العذراء بجناكليس في  17 يونيه 1979، وكنت بالإسكندرية حينها وقضيت ثلاث شهور الصيف في الإسكندرية مع أبونا سوريال، ورجعت مره أخرى للقاهرة حتى أستكمل دراستي ولكن تَعبت جداً في المواصلات بين الإسكندرية والقاهرة والعكس، لم تتخيل كم كانت المعاناة!! 
مَن كان يُرافقك هذا الطريق ؟
أرسل الله لي رفيق (زميل لي من الاسكندرية) وكنا نُسافر معاً كان اسمه (بشرى عزيز راشد) مُرتل كنيسة الأنبا تكلا بالإبراهيمية، وكنا بنفس العمر وتخرجنا أيضاً بنفس الدفعة، وعند دخولنا لمدرسة ديدموس كنا معاً، حتى أن الناس من حولنا كانوا يقولون «أول مرة يأتوا اثنين من الإسكندرية» وحقاً أنا لم أكن أعرفه من قبل ذلك وهو أيضاً لم يكن يعرفني! فهو كان يسكن في غيط العنب وأنا أسكن في محرم بك، وهو كان مُبصر فأشكر ربنا لأنه أرسل لي إياه، شعرت وقتها أن ربنا يقول لي أنا أقف بجانبك! 
وكانت أول رسامة لي كشماس عام 1986 تقريباً على يد الأنبا انطونيوس مرقس الخادم بقارة أفريقيا بكينيا، وكلم وقتها الأنبا انطونيوس أبونا سوريال وقال له عن الخدمة بأفريقيا، وكان تدبير ربنا أن أبونا سوريال يسافر إلى هناك، فاندهش شعب الكنيسة جداً من سفر أبونا سوريال، خاصة وأن الكنيسة تزداد يوماً بعد يوم والخدمة بها تنمو، فذهب الشعب للبابا شنودة وطلبوا منه أن يظل أبونا سوريال معهم، وعلى حد علمي ولم أعرف صحه هذا الحديث أن أبونا إيليا هو الذى تم ترشيحه للسفر وعندما ذهب الشعب للبابا شنودة وافق ألا يسافر أبونا إيليا وسافر أبونا سوريال ! 
هل كنت تعرف أبونا سوريال قبل الرسامة ؟
لا لم أكن أعرفه قبل رسامته، هو أتى للكنيسة عام 1979 قبل الرسامة، وكان يعرف أبونا إيليا لأنهم كانوا يخدمون معاً فى محرم بك، ولم يسبق معرفتي به قبل مجيئه إلى جناكليس، وقبل ما يسافر أبونا لأفريقيا كانت رسامتي شماساً، فعندما أتى أبونا سوريال ظل مع أبونا إيليا فتره من 1986 حتى 1990وخلال الأربع سنوات هذه كانت رسامه كاهن جديد للكنيسة وهو أبونا فيلبس سنه 1987 وكان شماس بالكنيسة وكنت أعرفه وتزوج من تاسوني أبتسام التى كانت ومازلت تخدم بالكنيسة. وظل معنا لمدة ثلاث سنوات كشماس، و كان بارع في الخدمة، و كان أمين خدمة الشباب، والكنيسة كلها رشحته في الرسامة و كان مُقنع جداً! وبدأ عدد شعب الكنيسة يزداد، وأبونا فيلبس بعد الرسامة كان معاه الأفتقادات  و كان يساعد أبونا ايليا، وابونا سوريال كمان كان موجود، «و كانوا الثلاثة باسم الصليب» كنا نقول عليهم ملائكة الكنيسة! لأنهم كانوا محببين جداً لبعض، وتعلمت منهم هذه المحبة و الصبر وتعلمت أشياء كثيرة جداً،  ثم بعد ذلك تم رسامة أبونا أندراوس و كان شماس ذكى جداً جداً.
هل كنت تخدم معه؟ وهل توقعت أن يكون أب كاهن ؟!
لا الحقيقة لم أكن أتوقع، وهذه أمور في علم ربنا، «يعنى الواحد ميقدرش يتوقع الحاجات دى خالص» فأبونا اندراوس رشحته الكنيسة و الآباء الكهنة ليكن كاهناً للكنيسة - الكاهن رقم 4 و أترسم على هذه الكنيسة، و بعد الرسامة أبونا سوريال سافر عام 1990، واستمرت الخدمة تزداد بفضل ربنا و ابونا ايليا و ابونا فيلبس وابونا اندراوس.
و بالنسبة لأبونا يوحنا، هل كنت تعرفه قبل الرسامة؟ وما ذكرياتك معه؟
نعم كنت أعرفه، بدأت أتعرف عليها  عندما أتيت في 1978م و كان هو صغير في السن، عرفته و هو في اعدادي، كنت أحفظه الألحان مع دفعته و التي كان فيها على ما اتذكر الأستاذ/ عماد شوقي (أبونا موسى حالياً) والدكتور/ عماد جرجس والأستاذ/ يوسف عبده (أبونا إليشع عبده حاليا) كانت مجموعة كبيرة.  كان أبونا يوحنا اسمه مينا و كان ممتاز وعقله واسع جداً و بيحفظ بسرعه و عرفته من الاعدادية وحتى يوم رسامته كاهناً و أصبح أبونا يوحنا .
و بالنسبة لأبونا لوقا ؟
أبونا لوقا، كان هناك جيل عظيم جداً في أواخر التسعينات  1997 م تقريباً ! كان فيه جيل شمامسة انا أعتبره الجيل الذهبي، الجيل الثاني! الذي هو جيل الدكتور رفيق ( أبونا لوقا منير) والمهندس جوزيف (أبونا بيشوي) و كان جيل عظيم، و كان دكتور رفيق معي ودرست له الألحان و كان يجمع لي الشمامسة و أحفظهم ألحان كانت تُحفظ لأول مره بالكنيسة، و فجأة قرر يهاجر  لأمريكا سنه 1998 م ووقتها ظهر الدكتور/ هاني عبد المسيح (أبونا لوقا حالياً) وكان من سيدى بشر ويصلي بكنيسة مارجرجس سيدى بشر، وقال يصلى معانا في جناكليس، و الحقيقة انبسط مننا جداً و قال الشمامسة شاطرين جداً، وكان يمتاز بأذن موسيقية و صوته عذب وعندما سمعته أول مره أتمنيت يستمر معنا و فعلاً أستمر معنا!
هل دار بينكم حوار في أول لقاء أم لا؟
لا، عرفته بعدها بشهرين أو اكثر وعندما أتى قال الدكتور رفيق للشمامسة «أعرفكم على دكتور جديد اسمه الدكتور هاني و سوف يكون مسئول عن الشمامسة من بعدى لأنني سوف أهاجر « و من هنا ظهر أبونا لوقا سنه 1998، و سافر الدكتور رفيق ورسم حالياً كاهناً بولاية نيوجيرسي، وذلك في 7 اغسطس 2010 م، وهذه هي بداية معرفتي للأستاذ هاني الذي هو أبونا لوقا حالياً، والحقيقة هو مكسب للكنيسة، بأمانه! وتمت رسامته هو وأبونا يوحنا في 2006 و بدأت الكنيسة تنمو في الخدمة أكثر وأكثر وبدأت الناس تترسم كهنة و يسافروا بره مصر.
و ماذا عن أبونا دانيال؟!
كان شماس معنا و كان متواضع لأقصى حد ممكن، شاباً كنت دائماً أدعي له وأقول - يارب يكون كاهن- و ربنا رتب و فرحت جداً عندما سمعت أنه تم اختيار المهندس / عماد وليم كاهن على الكنيسة،  كنت أعرفه من قبل الرسامة بكثير من ثانوي حتى رسامته في 2 مارس 2008 و كان برفاع الصوم الكبير.
نريد أن نسأل عن الكنيسة نفسها من بداية خدمتك بها وحتى اليوم !!
الكنيسة تطورت، فعند مجيئي أول مره كانت الكنيسة صغيره جداً، و كان هناك لجنة بها أستاذ/ عزيز امين و أستاذ/ وديع بطرس و أستاذ/ طلعت عياد و كان لهم الفضل في تطوير الكنيسة وهذا بالطبع بمساعدة و إرشاد أبونا ايليا و بدأت الكنيسة جمعية و لم يكن هناك سور بينهم - كانوا مفتوحين على بعض- و كان الحوش كبير جداً، وهذه اللجنة بدأت تفكر في موضوع البناء في الثمانينات. 
هل كان هناك مشاكل في بداية البناء؟
بالطبع البُناء كان به مشاكل من قِبل الحكومة، فعندما كانوا يشعروا بنا و كانوا يطردوهم وكنا بنستخبى أحيانا، وفي زمن الثمانينات و زمن الحزب الوطني تعبونا جداً !
هل كان هناك مضايقات من الناس بالمنطقة حول الكنيسة ؟
نعم أيضاً كانت هناك مضايقات - بصراحة احنا عانينا في بناء الكنيسة - و كل مبنى كنا ننتهى من بُناءه يحدث به أخطاء فنقوم بهدمه ثم نُعيد بناءه مرة أخرى و يقولوا لنا نُريد رخص من الحى و كان موضوع مُتعب جدا ! و أبونا اندراوس بذل مجهود كبير جداً، حقاً لم يكن ينام الليل و لولاه كان ممكن ميكونش فيه كنيسة جناكليس خالص ! كان دائماً يتحدث مع المقاولين و المهندسين و كان ذكى جداً و حقيقي هو السبب في بناء الكنيسة ربنا يطيل لنا عمره. 
هل حدث مشاكل مع الجمعية نتج عنه بناء السور؟
على حد سمعي، هذه الأرض كلها ملك للجمعية، والمسئولين عنها في يوم طلبوا الأرض! و بالطبع كانت الكنيسة بدأت تنمو في الخدمة وجميعنا نُريد الكنيسة تتقدم لا نُريد أن نرجع خطوات للخلف! وتحدثوا مع بعض و قالوا أن (أرض الجنينة) احنا سوف نبنيها للجمعية ومن هُنا أتت المشاكل، كانوا يُريدوا بناء الجزء ما بين الأمن والكنيسة! كمبنى للمغتربين. و بالطبع الكنيسة و الآباء الكهنة قالوا لا ! و الموضوع تم تصعيده حتى وصل للمحكمة، و كبرت المشكلة، ووصلت لقداسة البابا شنودة، و قداسته أتى بنفسه إلى هُنا وتناقش مع المسئولين، وأبونا شاروبيم الباخومي، وأبونا ايليا، وأبونا فيلبس، وأبونا اندراوس، ومن الناحية الأخرى كانت الدكتورة نادية و الدكتور كمال عبد الله، و باقي المسئولين عن الجمعية، و استطاع البابا بصلوات الست العدرا و شفيعه الأنبا انطونيوس أنه يحل الأمور، و كان يُريد النزول حتى يرى الأرض بنفسه لكنه لم يقدر بسبب الزحام الشديد الذى كان في الحوش و رغم ذلك أعطى قراره في حل المشكلة ونشكر ربنا أنها انتهت بحل.
• هل صلَّى سيدنا البابا شنودة في الكنيسة ؟
نعم صلى بها عندما أتى لتدشين المعمودية سنه 2008 و كان أبونا دانيال حينها مرسوم ولكنه كان يجلس بالدير ولم يكن معنا .
• كام مرة صلى المعلم عادل مع قداسة البابا شنودة ؟
صليت وراءه في رسامة أبونا سوريال 1979 م بالمرقسية، وأيضاً في رسامة أبونا فيلبس وكان معي المعلم إبراهيم عياد، وكان أيضاً هناك ثلاثة آباء تم رسامتهم مع أبونا فيلبس وعلى ما أعتقد هم (أبونا بولا مكرم  كاهن كنيسة العذراء بغبريال ،أبونا بطرس سليمان كاهن كنيسة مارجرجس الماكس، أبونا بيمن كامل كاهن كنيسة العذراء بالعصافرة) . وعن أبونا بيمن فهو سافر إلى إيطاليا لأنه كان هناك اضطهاد في مصر وقتها.  بإختصار، حصل حادث ان هناك سيارة ضُربت بالنار و كان بها أبونا شنودة عوض تقريبا وأُناس اخرى، فكانت جنازتهم بالمرقسية وبعدها توجه الشعب سيراً على الأقدام بهدوء إلى مدافن الشاطبي ـ حقيقي كانت جنازة صعبة جداً لأن استشهاد 7 من بينهم كاهن امر مش سهل ــ يرددون  طول الطريق « كيرياليسون «! ، حدث ذلك في الثمانينات وكانت تحاوط الجنازة حكومة و .. و .. استمر الناس يرددوا « كيرياليسون «  .. فكان بعض من رجال الشرطة ليسوا على عِلم بمعنى هذه الكلمة و اعتقدوها شَتيمةٍ ما او استهزاء بالحكومة ! فتحدث أحد رجال الشرطة مع ابونا بيمن و قال له «انتم تهزأوا بنا !! ، ايه الكلمة دى و ايه معناها ؟ « فردَّ أبونا : دي صلاة اسمها كيرياليسون .. فأمر الضابط جنوده قائلاً «أدبوه» قاصداً أبونا بيمن، ولكن أبونا ضاقت به نفسه من هذه الكلمة فقال له «اتكلم كويس»، فقام رجل الشرطة ببطح أبونا بيمن أرضاً! و كانت مشكلة كبيرة جداً وحتى لا تتفاقم أكثر أمر قداسة البابا بسفره إلى ايطاليا ! .
• نُريد أن نعرف من المعلم عادل، علاقة الشباب بالألحان؟ 
يوجد الكثير من شباب الكنيسة لديهم موهبه الحفظ، وهناك شباب لا يملكون هذه الموهبة، ولكن أُريد أن أقول شيئاً، أن الخدمة ليست فقط حفظ الحان، وإن كنت خادم ناجح في الكنيسة بدون ما أكون شماس وأمتلك تلك الموهبة سيكون ذلك أيضاً شيئاً جميلاً، كل واحد منا له مجهوده في الكنيسة وخ دمته لها قيمة كبيرة، لكن إن كان خادم وأيضاً شماس فهذا الشيء بالتأكيد أعظم، المهم ان الأنسان لا يبتعد عن الكنيسة، فهناك الكثير من شعب الكنيسة يقفون بجانب الحائط ولكنهم حقاً قديسين و بركة كبيرة جداً .
هل يحتاج شباب الكنيسة أن يهتموا بالألحان أكثر من ذلك ؟
يحتاج الشباب أن يتعلم الحان أكثر، وذلك لأن هناك بعض الألحان التي تنقص الكثير منهم، مثل الألحان الخاصة بالمناسبات، لذا هُناك حرص حتى أُسلم هذه الألحان لكبار الشمامسة، ولكن المشكلة في ضيق وقت الشباب خاصة الذي يعمل ، ولكن معي الدكتور جرجس وهو يحاول أيضاً أن يُسلم هذه الألحان لهؤلاء الشباب .
• نُريد أيضاً من حضرتك أن تُحدثنا عن الأوقات التي تقضيها بالكنيسة، منذ مجيئك وحتى الآن و وما هي أفضل الأوقات بالنسبة لك؟
بالتأكيد أفضل الأوقات هو وقت الصباح بعد الانتهاء من صلاة القداس، وبالنسبة لي أحب الجلوس في الكافيتريا، وقبل الكافيتريا كنتُ أجلس مع الشمامسة وأقترب إليهم وكانوا أصدقائي، نذهب أنا و هم خارج الكنيسة لنأكل ثم نأتي للكنيسة مره أخرى، وكنت كذلك أيضاً مع أبناء الجمعية، ولم أكن أذهب للبيت أحياناً كثيرة وأجلس معهم طوال النهار - شباب الثمانينات ده أنا لا أنساه أبداً ! و هو جيل الدكتور هنري سمير، والدكتور هاني بشرى، وغيرهم كثير. 
• هل الوقت في الكنيسة منذ زمن كان أمتع من الآن ؟
نعم بالطبع ، الوقت في ذلك الوقت كان أفضل من الآن ، فأنا عند جلوسي معهم لم أكن أشعر بمرور الوقت، كانوا شباب على خُلق و مُتدين و مُثقف، وكانوا ماهرين جداً، وبالتأكيد  شباب هذا الجيل أيضاً على مهارة عالية ومهتم بالألحان والخدمة جداً، ولكن ليس بنفس الدرجة التي تميز بها الشباب في الجيل الماضي، ومن الممكن أن يكون هذا بسبب العدد الكبير في الماضي، والشباب في الخدمة كانوا بأعداد كبيرة، بينما الآن فالكثير منهم مُنشغل في حياته العملية .
• ما هي المعجزات التي حدثت لكنيستنا وعاصرها المعلم عادل ؟
المعجزة التي حدثت بالنسبة لي هي بناء كنيستنا !!، وذلك لأن أبونا اندراوس تعب كثير جداً، وكانت الحكومة ضده وكان يذهب إلى  المحافظة،  و كان معه أوراق  كان دائماً يتكلم، لذا فالمعجزة بنسبه لي هي بناء الكنيسة.
هل تريد أن تتحدث لنا عن شيء آخر  
أُريد أن أتحدث عن موقفين هامين :
الموقف الأول : حينما أتى أبونا اندراوس الصموئيلي من دير الأنبا صموئيل بالمنيا إلى الإسكندريه ليُعالج بمستشفى زيزينيا سنه 1983، وظل بالمستشفى خمس سنوات، وعندما سأل الدكتور عن كنيسة قريبة من المستشفى كي يُصلى بها، فقال له الطبيب عن كنيسة السيدة العذراء بجناكليس لأنها أقرب كنيسه للمستشفى، وبالفعل أتى وصلى بها وكان معه تلميذه أبونا صموئيل الصموئيلى، وكان راهب وحاليا هو قس وله مدة كبيرة في الكنائس، وعندما يراني في الأفراح وإلى الآن يذكرني بنفسه وبتلك الأيام مع أبونا أندراوس الصموئيلي 
وفي أحد المرات ذهبت إلى المستشفى أسال عن صحته وآخذ بركته أبونا أندراوس وأبونا صموئيل كان موجود فقال له «يا أبونا اندراوس، المعلم عادل هنا أهو جنبك وعايز نصيحة منك، تقوله إيه يا ابونا اندراوس؟!!»
عاوز أقول له : يهتم بالتسبحه شوية! و يصلى ويهتم بربنا و يحضر قداسات كتير - يعنى إيه أربع و جمعة وحد بس!! وإن كان هُناك صلاة في كنيسة أخرى يصلى بها - خساره يضيع قداس يوم اتنين او تلات!» 
وهذه كانت نصيحة من أبونا اندراوس، وكذلك نصيحة من الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا ومارجرجس ومارمينا وغيرهم كثير، لكن لم نرى أحد منهم! أما القديس أبونا اندراوس الصموئيلي رأيناه و هذا لحظنا الكبير، أنا حقاً سعيد أنني في حياتي رأيت  قديس مثله، وصليت معه وأخذت بركته وهذه أهم نقطة في حياتي حتى اليوم وأنا عمرى 54 عام.
• كام مره صلى ابونا اندراوس الصموئيلي في الكنيسة هنا ؟
صلى مرات كثيرة، من عام 1983 وحتى أن تنيح في 1988 وكنت أُصلى معه القداسات وأتركه يقول المردات وأسمعه و أقف بجانبه في صمت، وكانت بركة كبيرة جداً بالنسبة لي، وكان سنه في هذا الوقت كبير جداً، حوالى 98 او 99 سنة لأنه عند نياحته في 1988 كان عمره 101 سنة، ومعنى هذا أنه من مواليد سنه 1889 
وماذا عن الموقف الثاني ؟ 
الموقف الثاني : عندما سمعت أن السيدة العذراء ظهرت في شبرا سنه 1986، ذهبت أنا والشباب ورأينا الظهور في شبرا و انتظرنا ظهورها طوال الليل، وبالفعل ظهرت السيدة العذراء، ورأيت ظهورها طوال الليل لأول مرة في حياتي «ياااااه على المنظر و على الفرحة اللي في الناس ناس بتزغرط و ناس بتعيط وناس واقعه على الأرض وناس بتدعي لربنا و كل واحد يعبر عن مشاعره بطريقته وده كلام ميتنسيش ابداً !»

هل اعجبك الموضوع ؟

شارك معنا بتعليق حول الموضوع

No comments :

Post a Comment

كل

هانى وديع

اعمده الرأى

جميع الحقوق محفوظة المحترف للمعلوميات ©2012-2013 | ، نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy-Policy | أنضم إلى فريق التدوين