السيدة الفاضلة أبيجايل ...

تحيه واحترام شديد. الأزمنة الطويلة لك أيتها السيدة العاقلة والذكية والفطنة..إسمحى لنا أن نتعلم من الدروس الغالية ونأخذ منك النصائح العامة التي نحتاجها كثيراً في هذه الأيام الصعبة.

كلنا نعرف أنكِ قد تزوجتِ برجل اسمه «نابال» ومعناها غبي أو أحمق بالعبرية.                             «وكان الرجل عظيماً جداً وله ثلاثة آلاف من الغنم» «1صم 2:25»

«وهو ابن لئيم لا يمكن الكلام معه» «1صم 17:25»

«نابال اسمه والحماقة عِنده» «1صم 25:25»  وأن داود النبي قد حرس نابال ورجاله وأغنامه كل الأيام عندما كانوا في الكرمل وحين كَانَ يَجُزُّ غَنَمَه ُأرسل له داود يطلب لرجاله طعاما فرفض نابال بأُسلوب سيء مما أغضب داود وقرر أن يقضى عليه وبيته.  وهنا جاء دورك لإنقاذ زوجك وأُسرتك عندما عرفت هذه الأحداث فتصرفتِ بحكمه وأسرعتِ بأخذ خبز وخمر وخراف وفريك وزبيب وتين ووضعتِها على الحمير ولم تخبري زوجك الأحمق لئلا يفشل خطتك الرائعة بغبائه. وكنت من الشجاعة أن تَذهبي وحدك لمقابله داود ورجاله حيث كانوا فيقمة الغضب والاستعداد للانتقام من زوجك وكل بيته وأملاكه فنزلتِ عن الحمار وسقطت ِأمام داود على وجهك وسجدت إلى الأرض وقلتِ: على أنا يا سيدي هذا الذنب ودع أُمتك تتكلم فيأُذنيك. لا يضعن سيديقلبه على هذا الرجل اللئيم. وَأَنَاأَمَتَكَ لم أرى غلمانك. والآن يا سيدي حي هو الرب أن الرب منعك عن إتيان الدماء والانتقام والآن هذه البركة التي أتت بها جاريتك فلتعطِ للغلمان السائرين وراء سيد واِصفح عن ذنب أمتك لأن الرب يصنع لسيدي بيتاً أميناً لأن سيدي يحارب حروب الرب. وإذا أحسن الرب إلى سيدي فاُذكر أمتك. فمدحها داود وسامح زوجها وأعجب بحكمتها وذكائها. «1صم 26: 24-31» 

إسمحى لنا يا سيدتي أن نتعلم بعض الدروس من تصرفاتك الحكيمة هذه:

1- نزولك عن الحمار وسقوطك أمام داود على وجهك وسجودك إلى الأرض وهذا السجود للإكرام والاحترام لداود ويدل على الاتضاع الشديد وإنكار الذات وهذا يحل مشاكل كثيرة ويزيل خلافات كبيرة.

2 - حديثك مع داود لا يوصف في عمقه وعقله وجماله وليونته التي أطفأت نيران غضب داود وجعلته يعود هو ورجاله إلى مكانهم دون أن يؤذون أو يقتلون نابال.

3- عطاياك الكثيرة التي جهزتِها بحكمة وسخاء قد اشتريتِ بها حياة زوجك وحياتك وكلأهل بيتك. وهذا تصرف ذكي وحكيم أزال غضب داود وجعله يمتدح عقلك وحكمتك.حقا إن «حكمه المرأة تبنى بيتها والحماقة تهدم بيتها» «ام 1:14»

وهذا ما تحتاجه بعض زوجات اليوم اللائي يغضبن لأبسط المشاكل حتى أنهم أحياناً يطلبن الانفصال. ليتنا نتمثل بك ونخاف على بيوتنا من الضياع أو الانهيار حتى لو كان الزوج يتشابه مع نابال في أى صفه من صفاته.

هل اعجبك الموضوع ؟

الموضوع من طرف:

المحترف للمعلوميات

عبد الحكيم الحماني

20 سنة, مدون مغربي مهووس بجديد تكنولوجيا المعلوميات, مصمم قوالب بلوجر وكذلك مهتم بتطوير المواقع الإلكترونية والتجارة الالكترونية يمكنك متابعته من خلال :

شارك معنا بتعليق حول الموضوع