مين اللى بيأثر فى مين؟





بقلم هانى وديع
 
اخبار هذه الايام لا تسر كثيرا .. اخبار حوادث الانتحار تكررت مؤخرا وخاصة بين الشباب ولا شك انها اشارة واضحة الى حالة من الاكتئاب والاحباط الشديد ولو اضفنا الى هذا المشهد المحزن الاخبار شبه اليومية عن ضحايا الارهاب داخل مصر وخارجها وخاصة فى الدول المحيطة والقريبة منا والتى للمسيحيين فيها نصيب خاص واضف الى ذلك ايضا انحسار موجة التفاؤل الشديد التى شاعت بعد زوال الغمة التى سيطرت على البلد منذ 2012  .. فى ظل هذا كله يبدو الحديث عن سنة جديدة وكأنه نوع من الوهم او الانفصال عن الواقع.

ولكن سنة جديدة تعنى بدايات جديدة وميلاد متجدد يعنى حياة متجددة ...
طاقات ايجابية قوية كافية لشحن الروح والنفس من اجل كفاح وجهاد واستمرار ومقاومة لكل سلبيات الحياة.
والاصل فى الموضوع ان التذبذب الحاصل فى الحياة صعودا وهبوطا بين التفاؤل والاحباط وبين السعادة والاكتئاب امر طبيعى سواء كان هذا التذبذب فى المشاعر او فى ظروف العمل او حتى فى السياسة والمجتمع حتى انه احيانا يكون هذا التذبذب حادا.
ولكن من غير الطبيعى ان يعانى من هذا التذبذب من له علاقة حية حقيقية مع شخص السيد المسيح لان فى المسيح استقرار وسلام ..
من لهم المسيح مستندين على صخر فلا تؤثر فيهم المؤثرات السلبية الشائعة ولا تؤثر فيهم عدوى الاحباط والاكتئاب حتى وان شاعت من حولنا.
نعم نحن نملك الطاقات الايجابية.
نعم نحن نملك شحن ارواحنا وحياتنا بميلاد جديد مجيد يمنحنا فرح وقوة وسلام ومسرة
نستطيع بنعمة المسيح ان نؤثر وان ننشر السلام والمسرة لكل المحبطين والمكتئبين البائسين من حولنا.
نحن مختلفون ..
هذا هو سبب وجودنا وهذه هى رسالتنا ان نعين الضعفاء من حولنا وان ننتشلهم من يأسهم وبؤسهم واحباطاتهم وان نشير دائما الى يد الرب الصالحة الراعية الحانية لنذكر الناس مرارا وتكرار كم من عظائم صنع القدير معنا كم من مرة وقف الله مع كنيسته ومع شعبه كم من مرة انقذ الله اولاده من فم الاسد .. لنذكرهم لأن من ينسى يسهل اكتئابه. "فعلينا نحن الاقوياء ان نحتمل ضعفات الضعفاء" (رو15:1 )
الاجدر بنا ان نؤثر نحن فيمن حولنا لا ان نتأثر بسلبياتهم او سلبيات الظروف المحيطة.
الرب اعطانا هذه النعمة واعطانا هذه المسئولية وهذه الخدمة اليوم والآن .. حتى ولو كنت مسافر غدا او مهاجر بعد غد الا ان اليائسين الذين ينتظرون البشرى المفرحة اليوم قد لا يستطيعوا الانتظار الى الغد.
"شجعوا صغار النفوس" (1تس 5:14)   

الملح لم يفسد بعد .. فها نحن المعينين المختارين من اجل ان نبشر بالثقة فى مواعيد الرب وبالقيامة وبالفرح نؤثر ولا نتأثر.
وبقيامتك نبشر ...
هل اعجبك الموضوع ؟

شارك معنا بتعليق حول الموضوع

No comments :

Post a Comment

كل

هانى وديع

اعمده الرأى

جميع الحقوق محفوظة المحترف للمعلوميات ©2012-2013 | ، نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy-Policy | أنضم إلى فريق التدوين