هل احتاج "القدوس" ان يقدم توبة امام يوحنا المعمدان




إشراف : مايكل سامى عياد  

آتى القدوس الذى بلا خطيه ليعتمد ... فهل كان مُحتاج أن يُقدِّم توبة أمام يوحنا المعمدان؟
     تحتفل كنيستنا القبطية الأرثوذكسية يوم 11 طوبة فى كل عام بعيد العماد وهو الأسم الشعبي المتداول بين المؤمنين لذكرى إعتماد السيد المسيح في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان . وهو الحدث الذي ظهر المسيح للعالم علناً ومن الأسماء التي تطلق على هذا الحدث التاريخــي  عيد الغطاس لأن عملية التعميد تتم من خلال تغطيس الطفل بالماء كما يسمى عيد "الثيؤفانيا".. أي عيد الظهور الإلهي.. وقد سمي بهذا الاسم لأن فيه تم إعلان الثالوث القدوس لأول مرة إعلانًا واضحًا لكن ,,,
ما دامت معمودية يوحنا للتوبة فقط.. فلماذا أتى إليها السيد المسيح وهو القدوس الذي بلا شر ولا خطية؟ وهل كان مُحتاج أن يُقدِّم توبة أمام يوحنا المعمدان؟ وما هو احتياج السيد المسيح للمعمودية؟
ونجد الإجابه أمامنا هكذا :
* يَليقُ بنا أنْ نُكَمّلَ كُلَّ بر ... هذه المقولة قالها السيد المسيح بنفسه، عندما أتى ليعتمد من يوحنا المعمدان، فمنعه يوحنا قائلاً: "أنا مُحتاجٌ أنْ أعتَمِدَ مِنكَ، وأنتَ تأتي إلَيَّ!". فأجابَ يَسوعُ وقالَ "اسمَحِ الآنَ، لأنَّهُ هكذا يَليقُ بنا أنْ نُكَمّلَ كُلَّ بر". حينَئذٍ سمَحَ لهُ" (مت3: 14-15
والسيد المسيح وضع نفسه مثالاً ونموذجًا حيًا في ذلك كله.. لأنه إذا كان كل البشر مطلوب منهم أن يتمموا كل بر.. فهو بالأولى كان يجب أن يتمم كل بر!!
*لكى نعرف الثالوث... الآب والابن والروح القدس، في آنٍ واحد .
*تأسيس معموديه السيد المسيح ... )معمودية الماء والروح(
حينما ذهب السيد المسيح إلى معمودية يوحنا كانت هذه المعمودية للتوبة فقط.. فذهب كل الشعب اليهودي ليوحنا مُقرين بخطاياهم (أي تائبين عنها)، فهي معمودية توبة فقط، لا تستطيع أن تغفر الخطايا، فكل مَنْ تعمد من معمودية يوحنا لم تفيده بشيء في خلاصه من حيث مغفرة الخطايا التي ارتكبها، وبذلك كان لابد له أن يمارس معمودية أخرى لكي تغفر له خطاياه وتتمم خلاصه.. ويوحنا المعمدان شهد بنفسه وقال: "يأتي بَعدي مَنْ هو أقوَى مِني، الذي لستُ أهلاً أنْ أنحَنيَ وأحُلَّ سُيورَ حِذائهِ. أنا عَمَّدتُكُمْ بالماءِ، وأمّا هو فسَيُعَمدُكُمْ بالرّوحِ القُدُسِ" (مر1: 7-8(
لكن حينما نزل السيد المسيح إلى ماء الأردن.. حوَّل هذه المعمودية من معمودية يوحنا (التوبة) إلى معموديته هو (مغفرة الخطايا ) وبذلك أسس السيد المسيح معموديته هو،التي نحتاج لها جميعًا، التي تغفر الخطايا، وتجدد الإنسان، وتجعله خليقة جديدة. فالسيد المسيح لو إنه لم يعتمد فكيف كان سيؤسس معموديته؟ هل ينادي بمعمودية جديدة (أي معمودية الروح) وهو لم يمارسها أو يؤسسها؟ فإذا حدث ذلك فكان كل منَّا من حقه أن يقول أنا لا أعتمد تشبهًا بسيدي يسوع المسيح، وكان من حقنا جميعًا أن نرفض المعمودية.
لذلك اعتمد السيد المسيح لكي يكون هو قدوة ومثال لنا جميعًا، ولكي يقول لنا أنتم سوف تتعمدوا على رسمي ومثالي وأنا مثلاً حيًا أمامكم.
السماء انفتحت*
عبارة "السماء انفتحت"
معناها أن السموات كانت مغلقة.. فهي بالفعل كانت مغلقة أمامنا نحن
 وليس أمام السيد المسيح.. فالسيد المسيح ذهب ليعتمد لكي يفتح لنا السماء المغلقة.
إذًا فالسيد المسيح بمعموديته فتح لنا باب السماء.. والذي حدث مع السيد المسيح يحدث مع كل واحد منا لحظة عماده.. تنفتح له السماء ، ومعنى فتح السماء لكل واحد منا هي أن كلاً منا أخذ فرصة الدخول للسماء.. وأنه سوف يدخل السماء ويكتب اسمه فى سفر الحياة.. لذلك وضعت كنيستنا القبطية سجلاً نكتب فيه أسماء المعمدين باسمهم الجديد رمزًا للكتابة في سفر الحياة..

*صوت من السماء يقول
"هذا هو إبنى الحبيب الذى به سررت
فالسيد المسيح فتح لنا بابًا أن نصير أبناء الله بالتبني،
وذلك بالمعموديه ، كما قال القديس أثناسيوس الرسولي: "صار ابن الله إنسانًا لكي يصير ابن الإنسان إبنًا لله".
 فيصير الإنسان إبنًا لله.. ورثه للملكوت وورثه مع الله ، لذلك يصرخ كل منا حينما يقف يصلى قائلاً: "أبانا الذي في السموات ،
* حلول الروح القدس مثل حمامة
 كان الروح القدس في العهد القديم من الممكن أن يمر مرور سريع على الأنبياء لكي يعطيه نبوة، وكان يمر على الملك والكاهن على السواء حينما كانوا يمسحوا بزيت المسحة.. ولكن الروح لم يكن يسكن في أحدًا ما منهم.ولكن السيد المسيح جاء يفتح لنا باب السماء لكي نصير مسكن للروح القدس، فاستقبل الروح القدس في المعمودية في جسده الإنساني مثلنا.. فهو إنسانًا مثلنا في كل شيء.. "شابهنا فى كل شىء ما خلا الخطية وحدها
هل اعجبك الموضوع ؟

شارك معنا بتعليق حول الموضوع

No comments :

Post a Comment

كل

هانى وديع

اعمده الرأى

جميع الحقوق محفوظة المحترف للمعلوميات ©2012-2013 | ، نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy-Policy | أنضم إلى فريق التدوين