جيران الهنا

لكل منا حكايته التى يعيشها ومشكلاته التى ينفرد بها ورغم أنني أعلم أن كل بيت له مشكلات تختلف عن الأخرى، لكني وجدت أن في يومياتي ما قد يعزى كل زوج قبطي مثلي ويحذر كل شاب يسرع إلى الزواج مخدوعاً وهو يظن أنه مقبل على الجنة الأبدية ..لعله يأخذ حذره !
إننى وبشكل مسبق اُقدم الاِعتذار لكل الزوجات الفُضليَات لعدم إنصافى فلا يوجد زوج محايد تماماً ولا أنفى وجود زوجات فضليات فكونك لم تمسك  بعد مليار دولار لا يجعلك تشكك فى وجود من يمتلك هذا المبلغ..

رسم\ مينا سليمان

من الطبيعى فى العصر الحالى أن تجهل بعض جيرانك فى الحى او الشارع او حتى فى نفس العمارة، ولكن هذا ما لا ينطبق عل بنات حواء فحتى وان كانت العلاقة بيننا وبين الجيران لا تتعدى التحية العابرة إلا ان هذا لا يمنع زوجتى من ان تعرف تفاصيل عجيبة عن احوال الجيران الشخصية عن طريق المتابعة والربط والتحليل والتصنت وهى امور لا نجيدها نحن الرجال. فلا اتعجب عندما تعطينى ملخص لأخر الانباء عن جيران العمارة "أصل جوزها سافر الامارات وهى قعدة عند مامتها ولسا جاية" ، "دى متخنقة مع جوزها وسايبة البيت بقلها شهر" لم اكن اهتم بقدرات زوجتى تلك حتى اليوم الذى عدت فيه من رحلة تسوق مع زوجتى و"العفاريت الصغار" لشراء مستلزمات الشهر انفقت فيه راتبى ومجهودى استوقفنى على السلم وانا بجوار زوجت جار لنا لم تتعدى علقتى به قبلاً التحية العادية وطلب منى خدمة عاجلا فى امر شخصى لا تتعدى خمس دقائق فقط امسكت زوجتى فى ذراعى فى رفض لا تستطيع ان تعلنه امام الجار لم افهم منطقها فسحبت ذراعى بأصرار من بين يديها وطالبتها ان تسبقنى الى الشقة مع الاولاد حتى اساعد هذا الجار  نظرت الى بقسوة تمنعنى من المضى مع هذا الرجل ولكنى رددت بنظرة تعالى وكاننى اخبرها انها لا تفهم فى امور الرجال ومعاملاتهم لبعض فى الشدائد.جذبنى الرجل من يدى الى شقته مرحباً بى رغم الارتباك الذى ظهر واضحاً على وجهه، كانت الشقة فى فوضة عارمة لا تخلوا من بعض التكسير فى الاثاث ابتدأت ان اقلق ولكنه اجلسنى على كنبة الصالون وهو مشتت الذهن وفجأة صرخ قائلاً: "يا مدام اه جبتلك الرجل المحترم اه يحكم ما بنى شوفى حيقول مين فينا اللى غلطان" ظهرت فجأة زوجته وعلى وجهها غضب جنونى "وصرخت فى زوجها انت كل شوية تفرج علينا الناس انت غاوى فضايح ..انت مجنووووووووووووون"
: "احترمى نفسك يا هانم الراجل عندنا فى بيتنا"
: "انت بتشهد علينا اللى يسوا واللى ما يسواش" – واشارت بيديها نحوى وهى تذكر "اللى ما يسواش"وقفت وكدت ان انسحب لولا ان الرجل جذبنى الى مقعدى مرغماً وهو يرد بصوت عالى يتناسب مع صوتها العالى " سيبك منها هى عرف انها غلطان وعلشان كده بتعلى صوتها" غمغمت قائلاً وانا احاول الوقوف مرة اخرى "على العموم دى مسائل عا..." ولم اكمل كلامى لانه نهرنى قائلاً "قلت لك سيبك منها" لم اعرف ان اتصرف امام اصرره فجلست وناولنى كوب من المياه الغازية وهنا وضعت زوجته يديها فى وسطها وهى تقول له "طيب ورينى حتقوله ايه وانت غلطان واى مغفل حيقول كده"لم يلتفت الرجل للسب المسبق الذى وصلنى للمرة الثانية بل اكمل حديثه وكأن ما حدث شئ عادى جداً "بص يا سيدى انا كنت متنيل قاعد ذيك كده وفإيدى كوباية سم هارى ذى اللى فأيدك دى وبتزفت اشرب وانا بتفرج على نهائى كأس اوروبا الهانم ندهت وقالت لى غير المحطة وهات المسلسل التركى قلت لها بعد الماتشى انا غلط فى حاجة " ورغم الاهانات التى وصلتنى منه هو الاخر فى شرحه الغاضب الا اننى توحدت معه فلقد قضت خروجت التسوق على احلامى بمشاهدة المباراة وقلت لها معلش يا مدام لما تيجى على نفسك وتستنى لما الماتشى يخلص وهنا صاح كمن احرز فريقه هدف فى المنديال "اه اه شفتِ اى حمار يفهمها لوحده.." احمر وجهى غيظاً لان كرامتى راحت فى هذا النقاش وهو يكلم زوجته دون ان يشعر ان ارتكب اى جريمة وهنا صاحت " ما انت استغفلته ومقلتلوش انك كل مرة بتعمل كده وعمرك معملت حاجة فى البيت فكرها لوكندة وانا الجارية .."وهنا وقف الرجل منفعلاً وهو يصيح انا حوريكى ازاى تتكلمى قدام الناس وقفت سريعاً بينهم اشير اليهما ان يهدأ والكلمات لا تسعفنى لان الاحداث اسرع من توقعاتى ولكنها صاحت "طب ورينى حتعمل ايه .." وقذفته بأحد "مساند" الكراس الاسفنجية فلم يصب الا مؤخرة رأسى ولكنه سارع وامسك بزجاجة ماء من المنضدة وقذفها بمائها والحمد لله تلقيتها عنها بالكامل وهنا انسحبت بهدوء الى شقتى مبللولاً من الماء والعرق معاً أحمر الوجه من الغضب دون ان يلتفت الى احد الزوجين استقبلتنى زوجتى بنظرة شماتة فحاولت ان احسن منظرى قائلاً "لحقته فى اخر لحظة كان حيرتكب جريمة " ضحكت ساخرة منى مهما كل يوم على كده خمس دقائق ولا كأن حاجة حصلت وحتشوف ولم يزيد غضبى الا ان مقالته زوجتى حدث فلقد هدأ صوتهم تماماً بعد قليل.

هل اعجبك الموضوع ؟

شارك معنا بتعليق حول الموضوع

No comments :

Post a Comment

كل

هانى وديع

اعمده الرأى

جميع الحقوق محفوظة المحترف للمعلوميات ©2012-2013 | ، نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy-Policy | أنضم إلى فريق التدوين