مع زيادة التقدم والإختراعات، تزايدت الأمراض، ويُكتشف باستمرار أنواع أمراض وميكروبات جديدة، ومن ضمن الميكروبات يوجد ما يسمى بالفيروس الذي ينتشر في الجسم مدمراً إياه ولا حدود لشراهته، فهو يدخل إلى الخلية ويدمرها ثم يخرج منها إلى الخلية المجاورة لها ويدمرها وهكذا، والحقيقه فإن للفيروسات أنواع كثيرة ولكن الهدف واحد وهو الإنتشار في أكبر عدد من الخلايا مدمراً خلية تلو الخرى.فمن انواع الفيروسات نوع رديء اسمه فيروس "الكروته" وهو يصيب سلوك الإنسان، وينتشر ويتغلغل فيه حتى يدمره تماماً، فمع كثرة المشاغل وعدم وضوح الهدف وقلة النظام يجد فيروس الكروتة تربة خصبة للنمو، فيصيب سلوكياتك جميعها حتى يدمرها، وتصبح كل تصرفاتك كروتة، شغلك تعمله بسرعه وكروتة و"تمشي أمورك"، خدمتك تحَضَّرها بسرعة و "أي كلمتين كويسين و كله في الكروتة"، عايز أقرأ في أي كتاب مفيد يبقى بسرعة "وأهو كله في الكروتة"، عايز أذاكر طيب هات الورق وأقرأه بسرعة "وأهو كله في الكروتة"، عايز أصلي فتقول كلمتين كده في السريع وترشم الصليب وتمشي وأهو كله في الكروته، طيب عايز تقعد تتكلم مع اصدقاءك في موضوع مهم خليها كلمتين في التليفون وأهو كله في الكروته ، حتى قعدة الاعتراف كلمتين كده واسمك اعترفت وخلصت.وهكذا انتشر فيروس الكروتة في كامل سلوكياتك، ففقد الشيء قيمته ومعناه، تعمل كثيرا ولكنك لست ناجحاً أو متميزاً في عملك، تقوم بتحضير دروس وخدمات وفقرات وأنشطة ولا تجد لها ثمراً لأنها مصابة بفيروس الكروتة، تقرأ كثيراً ولا تعرف شيئاً، تسمع عظات كثيرة ولا تتغير، تُذاكر كثيراً تنجح بالعافية وأحياناً لا، علاقاتك كثيرة ولكن معظمها علاقات هشة سهل أن تنكسر، تعترف كثيرا و تكرر نفس الخطايا، تُصلي كثيراً ولا تشعر بشيء.أنها كلها علامات على تفشي فيروس الكروته في حياتك، تفعل الكثير ولا تجد النتيجه التي تنتظهرها، فكل ما تقوم به تفعله بكروته و سطحيه بدون عمق فلا يثبت ولا يستمر بالرغم من أنك تفعل الكثير.صديقي، بطرس لم يجد السمك الكثير والخير الوفير إلا حينما دخل إلى العمق، فكفاك سطحية وكروته ، كن عميقا في تصرفاتك فتجد لها معنى وفائدة، كن عميقاً في صلاتك، كن مدققاً في محاسبتك لنفسك واعترافك، أعط عملك أكبر قدر من الإتقان فهو أمانه استودعها الله عندك، اقرأ بهدوء وتركيز حتى تستفيد، اجعل لك وقفة باستمرار تضع بها حداً لكل الأمور المتكروته، دون ملاحظاتك باستمرار حتى لا تنساها، التزم بقانون روحي ولا تترك نفسك لتيار الظروف والوقت، استمتع بالعلاقات القوية بينك وبين أحبائك، اعطهم الوقت والإهتمام اللازم، كن عميقاً في أفكارك في قراراتك، إلهنا إله نظام وليس إله تشويش، فانت لن تشعر بوجود الله في حياتك التي بلا عمق، كثيراً ما كان الله ياخذ تلاميذه إلى موضع خلاء حتى يحدثهم ويعطيهم ويملاهم ويقويهم،
فاذا كنت تريد عطايا الله فلن تجدها في الحياه السطحيه السريعه المصابه بفيروس الكروتة.
هل اعجبك الموضوع ؟
No comments :
Post a Comment