الملحد الصغير

"قال الجاهل فى قلبه ليس إله "هذا ما قيل فى مزمور 14 ، 53 ، وكنت أنا الجاهل رغم أنى قرأت مئات القصص و الكتب ، منها المفيد و غير المفيد و منها العلمى والفلسفى والاجتماعى والوجودى و الإلحادى وغيرها. قرأت بلا إرشاد ، وتحولت مع الوقت إلى ملحد صغير ،تشككت فى كل شىء، فى الله فى أسرتى فى نفسى وصارت حياتى جحيماُ فكرياً لا يطاق . بعد انتهاء الفصل الدراسى الثانوى تطورت الأمور ،فكنت أجلس و أنتظر أصدقائى و أناقشهم و أجرهم إلى مراغة الشكوك مثلى ،وكنت أشعر بالسعادة إذا تشككوا مثلى . ارتعد أحد أصدقائى لمّا سمع شكوكى و أسرع لى بأحد خدام الكنيسة وكان قد مرّ بنفس تجربتى . بلطف حدثنى و حاورته كثيرا فى حقيقة وجود الله ،وكنت أحاول أثبت له أفكارى ولكنه لم يدخل معى فى مناقشات غبية و سخيفة و فاجأنى بسؤال لم أكن أتوقعه : ما هو مصيرك الأبدى لو جاءك الموت الآن ؟ لم أكن شخصيا أفكر لا فى الموت أو الأبدية ولكن السؤال اخترق أعماقى وشعرت بضعف شديد وخوف أشد . وأضاف الخادم : لاشك أنك ستهلك أبدياً فى تعاسة لا تنتهى . فوجئت بالخادم يقول مرة أخرى:هيا بنا ! و بدون مقاومة أو مجادلة قمت معه ، لا أدرى إلى أين .أخذنى إلى الكنيسة ، ولم يكن هناك غيرنا وطلب أن نصلى سوياً . صلى هو ثم صليت أنا والدموع تملأ عينى ليرحمنى الرب وفى الصباح إعترفت وتناولت من الافخارستيا .
وأنت ربما تمر فى سكة الشكوك الخطيرة ، وملأت الأفكار قلبك الصغير ومعها الخوف والقلق و التردد و الوساوس والكآبة ، أنظر إنها كلها من عمل الشيطان . ألم يشكك أمنا حواء فى كلام الله لما قال لها : أحقا قال الله ؟
أيها المتشكك تأمل الطبيعة البديعة حولك سوف ترى الأرض و الشمس والقمر و النجوم و الأفلاك كلها تحدثك عن مجد الله . تأمل خلقة الإنسان فسوف ترى يد الله و فكر الله وقدرة الله قد صاغت وصنعت الإنسان أجمل الخلائق . تأمل حياة القديسين ومعجزات إيمانهم ، كيف نقلوا الجبال و شفوا المرضى و أقاموا موتى فسوف تحدثك حياتهم عن وجود الله .
تأمل توبة الملحدين و المتشككين و المضطهدين ، كيف حولتهم نعمة الله إلى قديسين وسوف تكتشف فى عمل إيمانهم وجود الله الذى يملأ كل مكان وكل زمان . تأمل قصص الكتاب المقدس و نبواته التى تمت كلها حرفياً رغم التنبؤ بها قبل حدوثها بأجيال كثيرة . تأمل فى المسيح ، كيف جاء إلى أرضنا ،وجال يصنع خيراً ، أقام موتى ، غفر خطايا ، مات على الصليب ، قام من بين الأموات ، أليس هذا مقنعاً لقلبك بوجوده وهو الله الظاهر فى الجسد.

هل اعجبك الموضوع ؟

شارك معنا بتعليق حول الموضوع

No comments :

Post a Comment

كل

هانى وديع

اعمده الرأى

جميع الحقوق محفوظة المحترف للمعلوميات ©2012-2013 | ، نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy-Policy | أنضم إلى فريق التدوين