"لا يوقدون سراجا ويضعونه تحت مكيال"

مسعى الإنسان المسيحی وغايته كلها أن يعيش بالروح وأن يتمتع بثمار الروح من وداعة ومحبة وصبر وشجاعة وحق فلهذا من المعتاد أن نرى المسيحي صاحب اللسان العفيف والمسيحي الذي لا يعرف أن يكره و من غير الممكن أن لا تظهر هذه الثمار علانية ولا يمكن أن تختفي تحت مكيال بل من الطبيعي أن تظهر وتشهد لصاحبها أي الروح القدس. ومن هنا تكون المشاركة والاهتمام بالآخرين هي الثمرة الطبيعية لعمل الروح القدس.
وكل الخدمات المختلفة بالكنيسة تحمل بصمات المشاركة والاهتمام بالآخر وهذا أمر جميل ولكن يظل تعمد اختيار السيد المسيح للسامری أمر خطير وضروري.
لماذا يارب اخترته بكل هذا الاختلاف؟  أليست الرسالة واضحة ومباشرة وقوية؟
هذه المقدمة كانت ضرورية للفت الانتباه إلى المشاركة المجتمعية لأننا اقتربنا جداً من الانتخابات النيابية.
أكاد أسمعك تقول «ايه دخل ده بده»..ياعزيزي إقرأ من الأول مرة أُخری وستجد أن الموضوع واحد إلا إذا كنا مصابين بالانفصام وأن مانسمعه فى الكتاب المقدس أو الكنيسة لا علاقة له بالحقيقة أو الواقع.. الانتخابات البرلمانية أو النقابية أو المحليات مجال هام للمشاركة المجتمعية التي لا تبتعد عن السامری. المشاركة تبدأ من الترشح وهذه لا يقدر عليها إلا البعض من ناحية إمكانية الوقت أو المال أو الشخصية وتمتد المشاركة الي الاهتمام بمعرفة المرشحين وتاريخهم وإمكانياتهم فى القيام بالدور المفترض لهم. فهذه دعوة مسيحية حقيقة صادقة إلى المشاركة المخلصة لكي نكون أمناء في خدمتنا وأمام مسيحنا فهذه الخدمة المقدسة قد تشبع جائع أو تكسي فقير أو توفر عملا لمحتاج.
وجه آخر للمشاركة المسيحية الإيجابية هي الاستعداد الجاد للتغيرات المجتمعية الجارية الآن.. أعتقد أن الجميع يلمس أن مجتمعنا يمر بمتغيرات قوية ربما يكون من اقواها الآن هو النبرة الجديدة والشجاعة في النقد الذاتي للمفاهيم المتطرفة التي تؤدي إلى العنف وهذا النقد أمر جديد لم يحدث منذ أكثر من 50 عام ليس هذا فقط بل هو نقد يتناول بعض الموروثات من قرون عديدة.. فماذا فعلنا لكي نتفاعل إيجابيا مع اشقاءنا في الوطن.. فى الحقيقة مشاركتنا الإيجابية قد تكون أهم من عملية النقد ذاتها لأنها إما تعجل بها أو تعرقلها أو تجهضها.
المشاركة الإيجابية هنا هی التشجيع والموافقة علي تبني مفاهيم جديدة توافق العصر والواقع. أما السخرية أو الانتقاص أو غيرها من المشاعر السلبية التي تفرزها الكراهية ودوافع الانتقام فهي أخطر ما قد يعوق التقدم للأمام مما يؤدي إلى نتائج عكسية. 

هل اعجبك الموضوع ؟

شارك معنا بتعليق حول الموضوع

No comments :

Post a Comment

كل

هانى وديع

اعمده الرأى

جميع الحقوق محفوظة المحترف للمعلوميات ©2012-2013 | ، نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy-Policy | أنضم إلى فريق التدوين